شارل أيوب، ضابط طيار سابق في سلاح الجو اللبناني، رجل ترك بصمته الواضحة في التاريخ اللبناني ليس فقط من خلال خدمته العسكرية، بل أيضًا من خلال عالم الصحافة الذي دخل إليه بعد استقالته من الجيش. تميزت مسيرته بالتحول الجذري من السماء إلى الكلمة، ومن الطيران إلى التأثير الاجتماعي والسياسي، حيث أطلق صحيفة “الديار” التي سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز الصحف في لبنان وحققت نجاحاً كبيراً في الساحة الإعلامية.
مؤمن مسيحي ووطني ملتزم
آمن أيوب بأن المسيحية جزء لا يتجزأ من الهوية اللبنانية. رؤيته للبنان ترتكز على قناعة أن لبنان لا يمكن أن يكون له معنى بدون المسيحيين الذين يعتبرهم أسس بنائه وحضارته. في نظره، كل جرس كنيسة في لبنان هو منارة دينية لا تقدر بثمن، ويمثل رمزًا للمكانة الروحية والثقافية للبنان في العالم.
من هذا المنطلق، كان شارل أيوب مدافعًا قويًا عن الوجود المسيحي في لبنان، معتبرًا أن الهجرة المسيحية تمثل أكبر خسارة للبلاد. وقد دعا باستمرار إلى الحفاظ على هذا الوجود من خلال تعزيز العيش المشترك مع الطوائف الأخرى. بالنسبة له، تكمن قوة لبنان في التنوع الطائفي والديني الذي يميز البلاد، ولكن المسيحيين يشكلون ركيزة أساسية لا يمكن تجاهلها.
لبنان بوجه مسيحي
في خطابه الوطني، كان أيوب يؤكد على أن الحفاظ على الهوية المسيحية في لبنان هو مفتاح استقراره وقوته. بل ذهب إلى حد القول إن لبنان بوجه مسيحي سيكون من أهم الدول في العالم، لأنه يجمع بين الروحانية والثقافة والعيش المشترك، مما يجعله نموذجاً فريداً يمكن أن يكون له تأثير عالمي.
شارل أيوب ليس فقط صحافياً ناجحاً أو ضابطاً طياراً سابقاً، بل هو أيضًا صوت للهوية اللبنانية المسيحية، وصاحب رسالة واضحة تدعو إلى الحفاظ على لبنان المتعدد الطوائف مع التركيز على الدور المركزي للمسيحيين فيه. إن رؤيته للبنان كدولة ذات هوية مسيحية وطنية قوية تعكس حبه العميق للبلاد ورغبته في أن يبقى لبنان منارة للعيش المشترك، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.