تبدأ الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، حملة جديدة من الإجراءات المشددة ضد قطاع الرقائق الإلكترونية في الصين، في ثالث خطوة من نوعها خلال السنوات الثلاث الماضية. تشمل هذه الإجراءات تقييد صادرات معدات تصنيع الرقائق إلى 140 شركة صينية، من بينها شركة “ناورا تكنولوجي جروب”، إلى جانب قيود إضافية تهدف إلى تضييق الخناق على التكنولوجيا الصينية.

قيود جديدة على شركات الرقائق الصينية

تمتد القيود الجديدة لتشمل شركتي “بيوتيك إس.إس” و**”سيكارير تكنولوجي”**، حيث سيتم فرض قيود إضافية على تصدير الرقائق المتطورة والمعدات اللازمة لتصنيعها. يأتي هذا الإجراء ضمن استراتيجية أمريكية تهدف إلى عرقلة التطور التكنولوجي الصيني، خاصة في قطاع الرقائق المتقدمة، وفقًا لمصادر مطلعة نقلت عنها وكالة رويترز.

أهداف الحملة الأمريكية

تهدف إدارة الرئيس جو بايدن إلى تقليل قدرة الصين على الوصول إلى أو إنتاج الرقائق المتطورة التي يمكن استخدامها في تطبيقات عسكرية، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتُعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود واشنطن لحماية الأمن القومي، وسط مخاوف من استخدام التكنولوجيا الصينية المتقدمة في تهديد مصالح الولايات المتحدة.

قوائم القيود: أكثر من 140 شركة مستهدفة

بحسب المصادر، تشمل القائمة الجديدة أكثر من 20 شركة متخصصة في أشباه الموصلات، وشركتين استثماريتين، بالإضافة إلى أكثر من 100 شركة متخصصة في تصنيع معدات الرقائق. وستضاف هذه الشركات إلى “قائمة الكيانات” التي تحظر الولايات المتحدة التعامل معها دون تصريح مسبق.

ومن اللافت أن بعض هذه الشركات تعمل بالتعاون مع هواوي تكنولوجيز، عملاق معدات الاتصالات الصيني الذي خضع في السابق لقيود أمريكية صارمة، ولكنه الآن أحد اللاعبين الرئيسيين في تطوير الرقائق المتقدمة في الصين.

رد الصين: انتقادات وتحذيرات

من جانبها، أعربت الصين عن رفضها للإجراءات الأمريكية، حيث صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، بأن هذه القيود تضر بالنظام التجاري العالمي وسلاسل الإمداد الدولية. وأكدت أن بكين ستتخذ خطوات لحماية حقوق شركاتها.

جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي

في مواجهة هذه القيود، تسعى الصين إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته، لا تزال متأخرة عن الشركات العالمية الكبرى مثل “إنفيديا” في رقائق الذكاء الاصطناعي و**”إيه إس إم إل”** الهولندية، الرائدة في تصنيع معدات الرقائق.

التوتر الأمريكي-الصيني: إلى أين؟

تأتي هذه الخطوة قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية التي قد تعيد الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض. ومن المتوقع أن يواصل ترامب النهج الصارم تجاه الصين إذا عاد إلى السلطة، مما يشير إلى تصاعد المنافسة بين القوتين العالميتين.

سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *