لم يستبعد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، احتمالية دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران خلال فترة رئاسته المقبلة، التي ستبدأ في 20 يناير/كانون الثاني. وفي مقابلة مع مجلة “تايم” الأميركية، قال ترامب رداً على سؤال حول احتمال اندلاع حرب مع إيران: “كل شيء ممكن. الوضع متقلب للغاية”. تعكس هذه التصريحات استمرار حالة التوتر بين البلدين، حيث لا يزال الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط أحد أبرز القضايا التي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
ورغم أن ترامب اعتبر أن الوضع الأكثر خطورة في الوقت الراهن يكمن في التصعيد بين أوكرانيا وروسيا، وخاصة بعد إطلاق أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، فقد وصف ذلك بالتصعيد الكبير. ويبدو أن الرئيس المنتخب يرى في هذا التوتر تهديدًا أكبر من النزاع مع إيران في الوقت الحالي.
وقد كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران قد شهدت توترات كبيرة خلال ولاية ترامب الأولى، حيث هدد مراراً بالرد على ما اعتبره تهديدات من طهران. وكان من أبرز التصعيدات الهامة في تلك الفترة استهداف الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة جوية بطلب من ترامب في يناير 2020. هذا الهجوم أسفر عن مقتل سليماني وأدى إلى تصاعد حاد في التوترات بين البلدين، وأثار موجة من الغضب في إيران وتهديدات بالانتقام.
في خطوة أخرى، انسحب ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة سلفه، باراك أوباما، مع إيران في 2015. كما أعاد ترامب فرض العقوبات الاقتصادية على طهران بعد أن كانت قد خُفِّفت بموجب هذا الاتفاق، مما زاد من عزلة إيران الاقتصادية والسياسية.
تعتبر هذه التصريحات من ترامب مؤشراً على استمرار نهجه المتشدد تجاه إيران، والذي كان أحد محاور سياسته الخارجية خلال فترته الرئاسية السابقة. ورغم أن احتمال الدخول في حرب قد يبدو بعيدًا في الوقت الحالي، إلا أن التصعيدات المستمرة في المنطقة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل مفاجئ، مما يجعل هذا السيناريو أمرًا غير مستبعد في ظل الظروف الراهنة.