تجدد الحديث عن فرض رسوم جمركية شاملة على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة بعد تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ما أثار قلقاً كبيراً في أوساط مصنعي السيارات الأوروبيين، خاصة في ألمانيا.

استهداف السيارات الألمانية

أعلن ترامب في تصريحاته أثناء حملته الانتخابية أنه يسعى لتحويل عمالقة السيارات الألمانية إلى شركات أميركية عبر بناء مصانع جديدة في الولايات المتحدة. واعتبر التعرفة الجمركية “موسيقى في أذنيه”.

ألمانيا، التي تُعد أكبر مصدر للسيارات في أوروبا، تواجه تحديات غير مسبوقة، حيث بلغت صادراتها من السيارات إلى الولايات المتحدة حوالي 23 مليار يورو العام الماضي. التهديدات الجديدة تأتي في وقت تعاني فيه شركات مثل فولكس فاغن، مرسيدس بنز، وبي إم دبليو من تراجع في الأرباح بسبب ضعف الطلب في السوق الصينية والاقتصاد العالمي المتباطئ.

قطاع السيارات الأميركي في قلب المعادلة

يحاول ترامب تعزيز التصنيع المحلي بدفع الشركات الأجنبية لبناء مصانعها في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، تمتلك بي إم دبليو منشأة إنتاج كبرى في ساوث كارولينا، بينما تُشغّل مرسيدس بنز أكثر من 11,000 موظف في مصانعها الأميركية.

ومع ذلك، يرى خبراء أن فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الأوروبية قد يؤدي إلى زيادة أسعار السيارات في السوق الأميركية، ما قد ينعكس سلباً على المستهلكين.

الرسوم الجمركية وأزمة التجارة العالمية

ترامب لم يكتفِ باستهداف أوروبا؛ فقد أعلن عن فرض رسوم إضافية على الواردات من الصين، كندا، والمكسيك تصل إلى 25%، وهو ما يهدد بإلغاء اتفاقية USMCA التي كانت تهدف إلى تعزيز التجارة الحرة بين الدول الثلاث.

في سياق متصل، أبدت شركة فوكسفاغن قلقها من هذه التهديدات، وأشارت إلى أن معظم السيارات التي تبيعها في الولايات المتحدة تُصنع بالفعل في أميركا الشمالية.

المستقبل: هل ستتحقق تهديدات ترامب؟

رغم أن العديد من المحللين يعتبرون تصريحات ترامب مجرد وعود انتخابية، فإن تنفيذ هذه السياسات قد يترك أثراً كبيراً على صناعة السيارات العالمية. ووفقاً لخبراء مثل مايكل روبينيه من S&P Global Mobility، فإن فرض رسوم جمركية شاملة قد يؤدي إلى اختلالات اقتصادية أوسع، خاصة مع انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة إلى مستويات قريبة من 4%.

الأثر على أسواق الأسهم

تعكس الأسواق المالية القلق من التوترات التجارية، حيث تراجعت أسهم شركات السيارات الكبرى مثل فولكس فاغن وبي إم دبليو بنسبة 23% منذ بداية العام، بينما انخفضت أسهم مرسيدس بنز بنسبة 13%.

الخلاصة

في ظل هذه التهديدات، تبدو صناعة السيارات الأوروبية أمام تحدٍ مزدوج: مواجهة الرسوم الجمركية المحتملة من جهة، والتكيف مع تحول السوق نحو السيارات الكهربائية من جهة أخرى. ويبقى السؤال: هل ستنجح أوروبا في مواجهة هذه الضغوط، أم ستشهد إعادة تشكيل لمشهد صناعة السيارات العالمي؟

سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *