شهدت شركة بوينغ في عام 2024 إضرابًا واسع النطاق من قبل أكثر من 33,000 عامل ينتمون إلى نقابة “الاتحاد الدولي للعاملين في الصناعات الميكانيكية والطيران”. هذا الإضراب يأتي نتيجة لرفض العمال عرضًا من الشركة بزيادة أجور بنسبة 25% على مدار أربع سنوات، معتبرين أن هذه الزيادة غير كافية في ظل الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة في مناطق مثل سياتل وبورتلاند.
التأثير على صناعة الطيران:
أدى الإضراب إلى إيقاف إنتاج بعض الطائرات الأكثر مبيعًا مثل طراز 737 ماكس و777، مما زاد من الضغط على بوينغ التي كانت تعاني بالفعل من تأخيرات في الإنتاج وخسائر مالية ضخمة. يُقدر أن الإضراب قد يكلف الشركة ما بين 3 إلى 3.5 مليار دولار إذا استمر لمدة 50 يومًا، مما يعزز التحديات المالية التي تواجهها بوينغ في الفترة الحالية.
التأثير على برامج الفضاء:
إضافة إلى التأثيرات الكبيرة على قطاع الطيران، من المتوقع أن يؤثر الإضراب أيضًا على مشروعات بوينغ في قطاع الفضاء. الشركة تشارك في عدة مشاريع حيوية مثل برنامج “Starliner”، وهو برنامج مخصص لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، وكذلك برنامج “SLS” الذي يهدف إلى إرسال رحلات فضائية طويلة إلى القمر والمريخ. أي تأخير في الإنتاج سيؤثر على هذه البرامج، مما قد يؤدي إلى تأجيل الجدول الزمني ويضر بسمعة بوينغ في هذا المجال المهم.
التأثيرات المستقبلية:
من المتوقع أن يستمر الإضراب لفترة غير معروفة، حيث أن المفاوضات بين الشركة والعمال لم تصل بعد إلى اتفاق نهائي. وقد يؤدي هذا الإضراب إلى تأخير تسليم الطائرات لشركات الطيران وإثارة المزيد من المخاوف بشأن الأداء المالي لشركة بوينغ، التي قد تشهد أيضًا خفضًا في تصنيفها الائتماني.
الخلاصة:
إضراب عمال بوينغ لعام 2024 يمثل تحديًا كبيرًا للشركة، ليس فقط في قطاع الطيران ولكن أيضًا في قطاع الفضاء. التأثيرات المباشرة على الإنتاج والمالية، بالإضافة إلى التأثيرات البعيدة المدى على برامج الفضاء، قد تجعل هذا الإضراب واحدًا من أكبر الأزمات التي تواجهها بوينغ في السنوات الأخيرة.