قد تكون شركة Intel، عملاق الرقائق، عند مفترق طرق حاسم وسط تراجع تقييمها وتعثر أعمالها. وفقًا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال في 20 سبتمبر، تواصلت شركة Qualcomm، المنافسة في مجال الرقائق والاتصالات اللاسلكية، مع Intel بشأن احتمال استحواذ.

خطة تحول جديدة في Intel

في رسالة بريد إلكتروني أرسلها الرئيس التنفيذي لشركة Intel، بات جيلسنجر، تم الإعلان عن “المرحلة التالية من تحول Intel”، والتي تتضمن إنشاء شركة تابعة مستقلة لمصانعها وتوسيع شراكتها مع Amazon. كما تخطط الشركة لتسريح 15,000 موظف في خطوة تهدف إلى تقليص التكاليف وتعزيز الكفاءة.

تأسست Intel عام 1968، وكانت رائدة في تصميم مكونات الكمبيوتر في الولايات المتحدة، لكنها شهدت تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. قد يوفر الاستحواذ المحتمل من Qualcomm بعض السيولة، لكنه سيواجه تدقيقًا قويًا من الجهات التنظيمية بسبب مخاوف مكافحة الاحتكار.

تحديات الاستحواذ

على الرغم من قلة التداخل بين أعمال Qualcomm في الرقائق المحمولة وتركيز Intel على أجهزة الكمبيوتر ومراكز البيانات، إلا أن إدارة بايدن تاريخيًا كانت تشكك في عمليات الاندماج. ووفقًا للمحلل لوغان بورك، فإن “هناك قلة من التداخل” بين النشاطات، مما يبرر عدم وجود دمج فعلي، ولكنه يتوقع أن يجذب الاستحواذ انتباهاً كبيرًا من الجهات التنظيمية.

من ناحية أخرى، يعتبر تحويل مصانع Intel إلى شركة مستقلة الطريقة الأسهل لتحقيق القيمة، في ظل الخسائر الكبيرة والاستثمارات المطلوبة. يضيف دان مورغان أن منح المصانع استقلالية أكبر سيمكنها من عدم الاعتماد على تقلبات سوق المعالجات، التي شهدت تراجعًا كبيرًا في العامين الماضيين.

التحديات المستمرة

رغم قفز سهم Intel بنسبة 8% بعد الإعلان عن الخطط الجديدة، إلا أن الشركة تواجه تحديات جمة بسبب دورها المزدوج في تصميم وتصنيع الرقائق. كما أن تركيزها المستمر على وحدات المعالجة المركزية بدلاً من وحدات معالجة الرسومات، التي تركز عليها شركة إنفيديا، قد أثر على مكانتها في عصر الذكاء الاصطناعي المتنامي.

عندما واجهت AMD، المنافس الرئيسي لـ Intel، صعوبات مالية مشابهة في العقد الأول من الألفية، قامت بفصل أنشطة التصميم والتصنيع إلى شركتين منفصلتين. وبفضل التركيز على تقنيات متطورة تحت قيادة المديرة التنفيذية ليزا سو، أصبحت AMD واحدة من أكبر الشركات في صناعة الرقائق.

بيئة جيوسياسية معقدة

في ظل هذه التحديات، تواجه Intel بيئة جيوسياسية أكثر تعقيدًا في خطواتها المستقبلية. وفقًا لستاسي راسغون، المحلل البارز في Bernstein Research، فإن بيع الشركة لشركة أجنبية ليس خيارًا متاحًا نظرًا لمخاوف الأمن القومي المتعلقة بسلسلة الإمدادات.


سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *