في قرار مثير، أصدرت قاضية فدرالية يوم الأربعاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول قرارًا بإلغاء السرية عن طلب قدمه المستشار الخاص جاك سميث، والذي يتضمن تفاصيل الأدلة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في قضيته الجنائية المتعلقة بالتدخل في الانتخابات في واشنطن العاصمة. هذه الخطوة تثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه الأدلة على مستقبل ترامب السياسي والقانوني.

السياق القانوني للقضية

قدم سميث الوثيقة المكونة من 165 صفحة كجزء من حجته بأن ترامب لا يزال يمكن مقاضاته بسبب محاولاته لإلغاء خسارته في انتخابات 2020. يأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث يستعد ترامب لمواجهة نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية للعام 2024، بعد أقل من خمسة أسابيع.

تجدر الإشارة إلى أن المحكمة العليا كانت قد أصدرت حكمًا في يوليو/ تموز يمنح ترامب حصانة رئاسية مفترضة عن الأفعال الرسمية، لكن سميث يزعم أن الأنشطة التي قام بها ترامب ليست ذات صلة بالحصانة.

مضامين الوثيقة

أكد مكتب سميث في الوثيقة أن “المدعى عليه” (ترامب) يدعي أنه محصن من الملاحقة القضائية لمخططه لإلغاء نتائج الانتخابات، لكنه في الواقع لم يكن يمارس سلوكًا رسميًا أثناء تلك الأحداث. ويشير الملف إلى أن ترامب كان يعمل كمرشح وليس كرئيس حينما اتخذ خطوات تهدف لتعطيل العملية الحكومية لجمع الأصوات.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس الملف أن المحاولات التي قام بها ترامب، من خلال التعاون مع مجموعة من المتآمرين، كانت تنطوي على استخدام أساليب غير قانونية مثل الاحتيال والخداع.

خلق حالة من الفوضى

تناولت الوثيقة كذلك كيف سعى ترامب وفريقه إلى خلق حالة من الفوضى بعد الانتخابات، بدلاً من العمل على توضيح الأمور في مراكز الاقتراع. على سبيل المثال، في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حاول أحد موظفي الحملة إثارة الارتباك في مركز TCF في ديترويت بولاية ميشيغان، حيث كانت النتائج تشير إلى فوز بايدن.

تفيد الوثيقة أن الموظف رد على النتائج غير المواتية بقوله “ابحث عن سبب لعدم كونها كذلك” وطلب “خيارات لرفع دعوى قضائية”. وهذا يشير إلى وجود نية متعمدة لإثارة الاضطراب وعدم الاستقرار في العملية الانتخابية.

محاولات نائب الرئيس مايك بنس

تتضمن الوثيقة أيضًا العديد من المحاولات التي قام بها نائب الرئيس السابق مايك بنس لإقناع ترامب بقبول خسارته في الانتخابات. ففي السابع من نوفمبر، عندما أُعلنت وسائل الإعلام فوز بايدن، حاول بنس تشجيع ترامب على قبول النتيجة. ومع ذلك، استمر ترامب في مقاومته.

في محادثات لاحقة، اقترح بنس على ترامب طريقة لإنهاء الموقف بشكل يتيح له الحفاظ على بعض ماء الوجه، ولكن ترامب كان مترددًا في قبول الأمر.

التداعيات السياسية

إن هذه التطورات تأتي في وقت حرج بالنسبة لترامب، حيث إن فوزه المحتمل في الانتخابات القادمة يمكن أن يمنحه السلطة لإصدار أوامر لوزارة العدل برفض القضايا الجنائية ضده. ومع ذلك، فإن هذه الأدلة الجديدة قد تلعب دورًا حاسمًا في توجيه النقاشات القانونية والسياسية حول مستقبله.

تتجه الأنظار الآن إلى المحكمة وما ستسفر عنه الأيام المقبلة في هذا السياق المعقد.

سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *