مع تفاقم الحرائق التي تجتاح ولاية كاليفورنيا، حيث دمرت نحو 10,000 مبنى في لوس أنجلوس الساحلية، تبرز أزمة نقص المياه العذبة كعقبة تعرقل جهود الإطفاء.
ورغم امتداد ساحل الولاية على المحيط الهادئ، يثار تساؤل منطقي: لماذا لا تستغل أميركا مياه البحر في مكافحة الحرائق؟
فيما يلي الإجابة وفقاً لموقع Technology.org المختص بالأخبار العلمية.
هل يمكن استخدام المياه المالحة لإطفاء الحرائق؟
تتطلب عملية إطفاء الحرائق تقليل أحد العوامل الثلاثة الضرورية للاشتعال: الحرارة، الوقود، أو الأكسجين.
- الحرارة: تحفز التفاعل الكيميائي الذي ينتج اللهب.
- الوقود: يشعل النار ويحافظ عليها.
- الأكسجين: يغذي احتراق الوقود.
عند سكب الماء على الحريق، يُمتص جزء كبير من الحرارة ليتبخر، مما يؤدي إلى تبريد الحريق ووقفه. كما يُحجب الأكسجين عن اللهب، مما يخمده.
لا يختلف هذا التأثير بين المياه العذبة والمالحة، فكلاهما يمكن أن يبرد الحريق ويمنع وصول الأكسجين. ولكن رغم ذلك، المياه المالحة لا تُستخدم غالبًا لأسباب متعددة.
لماذا لا تُستخدم المياه المالحة؟
1. مشكلة “التآكل”
معدات الإطفاء، مثل الخزانات والمضخات، تُصنع عادة من مواد تتعرض للتآكل بفعل المياه المالحة.
2. تأثير ضار على البيئة
- الملح الموجود في المياه المالحة يجعل التربة غير صالحة للنباتات لسنوات، بسبب تأثير التناضح الذي يقلل من قدرة النباتات على امتصاص المياه.
- لذلك، حتى لو كان الاستخدام محدودًا بالمناطق الحضرية، فإنه يتطلب معدات مقاومة للتآكل، وهو أمر غير عملي بسبب تصميم الأنظمة الحالية للمياه العذبة.
أيهما أكثر كفاءة: المياه المالحة أم العذبة؟
المياه العذبة أكثر فعالية في مكافحة الحرائق للأسباب التالية:
- تأثير التبريد: يقلل محتوى الملح في المياه المالحة من كفاءتها في التبريد.
- التوصيل الكهربائي: المياه المالحة موصل جيد للكهرباء، مما يزيد من خطر الصدمة الكهربائية في حال استخدامها على حرائق كهربائية.
تأثير المياه المالحة على النباتات
عند استخدام مياه البحر في إخماد حرائق الغابات، يبقى الملح في التربة، مما يؤدي إلى ملوحة التربة وتدمير النباتات بشكل دائم.
الخلاصة
رغم أن المياه المالحة قد تكون خيارًا في حالات الضرورة القصوى، إلا أن المياه العذبة تظل الخيار الأمثل لإطفاء الحرائق، نظرًا لفعاليتها الأعلى وتأثيرها البيئي الأقل.